مفهوم الذكاء العاطفي




لا شك أن جميعنا تناهى إلى سمعه في الآونة الأخيرة  مفهوم الذكاء العاطفي، فماهو ياترى الذكاء العاطفي؟ وما هي نشأته؟ وما هي عناصره؟ وأين تكمن بالتحديد أهميته؟ 


أولا- مفهوم الذكاء العاطفي :

الذكاء العاطفي هو مفهوم يشير إلى القدرة على التعرف على المشاعر الخاصة بالآخرين وبنفسك، وفهمها، ومن ثم إدارتها بشكل فعّال. يتضمن الذكاء العاطفي أيضًا القدرة على تنظيم وتوجيه المشاعر واستخدامها لتحقيق الأهداف، بالإضافة إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معهم بطرق تشجع على التواصل الفعّال والتعاون.


ثانيانشأة مفهوم الذكاء العاطفي 

نشأ في أواخر الثمانينيات وبدايات التسعينيات، ويُعزى ذلك في الغالب إلى عمل عدد من الباحثين والناشطين في مجال علم النفس والتربية.

الدكتور دانيال جولمان والدكتور بيتر سالوفي يُعتبران من رواد مفهوم الذكاء العاطفي. في عام 1990، قدما مفهوم الذكاء العاطفي في بحثهما المشترك "Emotional Intelligence". في هذا الأخير قام الباحثان بتقديم فكرة مضمونها أن هناك جانبًا مهمًا من الذكاء يتعلق بالقدرة على التعامل مع المشاعر والعواطف بذكاء وفعالية.

ثم في عام 1995، قام دانيال جولمان بنشر كتاب يحمل عنوان "Emotional Intelligence: Why It Can Matter More Than IQ" (الذكاء العاطفي: لماذا يمكن أن يكون أهم من معدل الذكاء)، حيث قدم فيه فكرة الذكاء العاطفي بشكل موسع واستعرض كيفية أهميته في حياة الفرد ونجاحه.

منذ ذلك الحين، أثارت مفاهيم الذكاء العاطفي اهتمامًا كبيرًا في مجالات مختلفة من التعليم والأعمال والعلاقات الإنسانية. وقد شهدت الدراسات والبحوث المتعلقة بهذا الموضوع تطورًا كبيرًا، مما أدى إلى فهم أعمق لدور العواطف والقدرات العاطفية في تحديد نجاح الفرد ورفاهيته العامة.


ثالثاعناصر الذكاء العاطفي 

يتألف الذكاء العاطفي من عدة عناصر، بما في ذلك:
  • التعرف على المشاعر: القدرة على التعرف على مشاعر الآخرين ومشاعر الشخص الخاصة.
  • فهم المشاعر: القدرة على فهم ما يثير المشاعر وما يؤثر فيها.
  • التحكم في المشاعر: القدرة على إدارة وتوجيه المشاعر بطريقة تساعد على التكيف والتعامل مع الوضع.
  • التعامل الاجتماعي: القدرة على التفاعل والتواصل مع الآخرين بشكل فعّال وبناء علاقات إيجابية.


رابعا- أهمية الذكاء العاطفي 

يُعتبر الذكاء العاطفي أيضًا عنصرًا مهمًا في عدة مجالات من الحياة، بما في ذلك:
  • القيادة: القادة الناجحون غالبًا ما يتمتعون بمستوى عالٍ من الذكاء العاطفي، حيث يستطيعون فهم احتياجات فريقهم وتحفيزهم بشكل فعّال، وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف المشتركة.
  • النجاح المهني: الأشخاص الذين يمتلكون مهارات الذكاء العاطفي غالبًا ما يكونون قادرين على التعامل مع التحديات في مكان العمل، وبناء علاقات جيدة مع الزملاء والعملاء، مما يؤدي إلى نجاح مهني أكبر.
  • العلاقات الشخصية: يمكن للذكاء العاطفي أن يساعد في بناء علاقات صحية ومستقرة مع الشريك الحياة والأصدقاء وأفراد العائلة، من خلال فهم احتياجاتهم وتقديم الدعم والتعاطف عند الحاجة.
  • التحكم في الضغوط: يمكن لمهارات الذكاء العاطفي مساعدة الأشخاص في التعامل مع مواقف الضغط والتوتر بشكل أفضل، والتكيف مع التحديات بفعالية أكبر.

بشكل عام، يعتبر الذكاء العاطفي مكمِّلًا هامًا للذكاء العقلي  ومهارة هامة في الحياة الشخصية والمهنية، حيث يساعد في التفاعل الاجتماعي الناجح وفي بناء علاقات صحية وإيجابية مع الآخرين. ويمكن أن يساعد تطوير الذكاء العاطفي  الأفراد على تحقيق النجاح في مختلف جوانب حياتهم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال